الحمد لله رب العالمين المُنَزَّهِ عن النظير والشبيه، الذي لا يحويه مكان ولا يجري عليه زمان، الذي لا يفنى ولا يبيد ولا يكون إلا ما يريد. وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد:
يقول الله تعالى: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ آل عمران [110]
أتشرَّفُ أن أقدم لهذه المحاضرات القيّمة النافعة الجليلة، ننشُد من خلالها نشر الحق والهدى والعلم النافع النقيّ الصافي والذي راعينا في هذه المحاضرات وضوح المادة والموضوع وسلامة العبارات ووضوح المعاني لنصل إلى المراد في تبيان الأحكام والمفاهيم الشرعية الواردة فيها من عقائد وشرائع للدين الحنيف، وعمدة ما ضُمِّنت به هذه المحاضرات هو النقل الصحيح بالتلقي من أهل المعرفة الثقات حيث إن هذا هو طريق العلم والتعلم كما قال صلى الله عليه وسلم: “إنما العلم بالتعلم” رواه البخاري. وكما قرر ذلك علماء الإسلام فقد قال التابعيُّ الجليل محمد بن سيرين: “إنَّ هذا العلمَ دين فانظروا عمَّن تأخذون دينكم” رواه مسلم.
ومطيّة ذلك قولُ التابعي الجليل عبد الله بنُ المبارك: “إنَّ الإسنادَ من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء” رواه مسلم.
وذلك حرصًا منا على نقل العلم الصحيح الصافي بعيدًا عن أهل البدع والأهواء وتبيانًا ونصرةً لمذهبِ أهلِ السنة والجماعة من الأشاعرة والماتردية وأصحاب المذاهب الفقهية الأربعة وأهل العلم الثقات من فقهاء وأصوليّين ومُحدّثين ومفسرين ولغويّين من أهل الفضل في العقيدة والأحكام والشرائع والأخبار وتعاليم الدين، وأولينا اهتمامًا كبيرًا بأمور العقيدة والإيمان وتوحيد الله لأنها أهمُّ أمورِ الدين وأولاها وأعلاها وأجلها لقوله صلى الله عليه وسلم: “أفضلُ الأعمالِ إيمانٌ باللهِ ورسولِهِ” رواه البخاري.
وكل ما حوته هذه المحاضرات من نشرٍ للخير ونصرةٍ للدين وتبيانٍ للحق ودفعٍ للضلالِ وأهلِه إنما هو عملٌ بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحيا سُنَّتي عند فسادِ أُمَّتي له أجرُ شهيد”، والسُّنة هنا الدين والشريعة عقيدةً وأحكامًا.
سآلين اللهَ أن يكونَ هذا العمل خالصًا لوجهِهِ الكريم، راجيًا أن يكون هذا العمل عظيمَ الفائدةِ جليلَ النفعِ لعموم المسلمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه الفقير إلى ربه
الشيخ / أنور عبد الله محيسن
