ما هو الإسلام ؟ وما هو الإيمان ؟ وما الفرق بينهما
درس مع فيديو توضيحي بصوت الشيخ إبراهيم دادر
بسم الله والحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله
الإسلام: هو الأعمالُ الظاهرةُ من الانسان.
وأعظمُ أمورِ الإسلامِ خمسةٌ وهي:
- النطقُ بالشهادتين
- والصلاةُ
- والزكاةُ
- والصيامُ
- والحجُ للمستطيع.
أما الإيمان: فهو التصديقُ القلبيُّ الجازم
– بلا أيِّ شك – بكل ما جاء عن اللهِ وعن رسولِهِ (صلى الله عليه وسلم).
قال الله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا) (الحجرات/15) ومعنى لم يرتابوا أي: لم يشكوا. فالشكُّ في صدقِ النبيِّ أو بما جاء به النبيُّ كُفرٌ.
وأركان الإيمان هي:-
- الإيمانُ باللهِ
- وملائكتِهِ
- وكتبِهِ
- ورسلِهِ
- واليومِ الآخر
- وبالقدرِ خيرِهِ وشرِهِ
وهذه الأركانُ مُتَضَمِّنَةٌ في معنى الشهادتين التي هي الركنُ الأولُ من أركانِ الإسلام فتكذيبُ أو إنكارُ أيَّ ركنٍ من أركانِ الإيمان هو في الحقيقةِ نقضٌ للركنِ الأول من الإسلام وهو الشهادتين، فمن كذَّبَ بأيِّ ركنٍ من أركان الإيمان يكون بذلك نقضَ الشهادتين وخرجَ من الإسلام ويلزمُه الإقلاعُ عن اعتقادِه الفاسد والنطقُ بالشهادتين ليعودَ إلى دين الإسلام ويجب عليه العزمِ في قلبِهِ على الثباتِ في دينِ الإسلام إلى مماتِهِ،قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران/102)
من هنا يُعلمُ أنَّ الإسلامَ والإيمانَ شيئانِ متلازمان لذلك لا يُقال فلانٌ مؤمنٌ وليس مسلمًا أو فلانٌ مسلمٌ لكنه ليس مؤمنًا، قال الإمامُ أبو حنيفةَ (رضي الله عنه) في الفقه الأكبر: ” لا يكونُ إيمانٌ بلا إسلام ولا إسلامٌ بلا إيمان فهما كالظَّهرِ مع البطن”.
فمن آمنَ باللهِ تعالى مُوَحِّدًا مُنَزِّهًا له عن مشابهةِ المخلوقات وآمنَ برسولِ اللهِ وبكلِّ ما جاء عن رسولِ الله وأيقنَ وأذعنَ قلبُه بذلك واعترفَ بلسانِهِ فهو مسلمٌ مؤمنٌ، فلا يصحُّ إسلامٌ بلا إيمان ولا يصح إيمانٌ بلا إسلام، قال الله تعالى (فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ (الذاريات/36) ففي هذه الآية دليلٌ على أنَّ المسلمَ هو المؤمن والمؤمنُ هو المسلم.
أما قول الله تعالى (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (الحجرات/14)
اللهُ سبحانَهُ وتعالى أخبرنا عن أعرابِ بني أسد بأنهم تظاهروا بالإسلام أمام رسولِ اللهِ لكنَّ اللهَ يعلمُ ما في قلوبِهم بأنها لم تكن مؤمنةً، فالذي يُظهِر الإسلام ويُبطِن الكفرَ في قلبِه يكون منافقًا وليس مسلمًا، فهؤلاء استسلموا خوفًا من السيف ولم يؤمنوا بأن دخلوا في دين الإسلام فهذا معنى الآية (قُلْ لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا) فاللهُ تعالى أعلمَ نبيَّه بحالِهِم.
وهنا تنبيه مهم: من أظهرَ الإسلام وأبطن الكفر هو عندنا مسلم لأننا لا نعلم ما في قلبِه بل نحكم بما أظهره لنا لكن عند اللهِ هو كافر لأنّ اللهَ يعلمُ حالَه، أما عندنا فهو مسلم إلا إن صرَّحَ المنافق عن اعتقادِه الفاسد كما في قصةِ أصحابِ الجنتين عندما صرَّحَ أحدُهما بإنكارِ اليومِ الآخر.
قال الله تعالى إخبارًا عنهم في سورة الكهف : ( وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَّٰكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38))
وتذكّر أننا نتكلمُ عن أصلِ الإيمان الذي هو فرضٌ على كلِّ مكلفٍ وأنه يزيدُ أي يقوى بالطاعات وينقُصُ بفعلِ المعاصي، أما ما ورد عن رسولِ الله من أحاديث تتكلم عن الإيمان مثل (من غشنا فليس منا ) أو ( من كان يؤمن بـالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بـالله واليوم الآخر، فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بـالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه) ومثل هذه الأحاديث المقصودُ منها الإيمانُ الكامل وليس أصلَ الإيمان ، فلا يكفر المسلم بمجرد أنّه غشَّ في البيع أو قال فُحشًا أو قطعَ رحِمَه أو آذى جارَه وإنما معناه لا يصلُ المسلمُ إلى درجةِ الإيمانِ الكامل معَ فعلِه لتلكَ المعاصي فيكونُ مؤمنًا ناقصًا مالم يُكذِّب أو يُنكر أيَّ أصلٍ من أصول الإيمان أو الإسلام التي ذكرناها في أول الدرس.
وإلى اللقاء في دروس قادمة إن شاء الله، والحمد لله رب العالمين